كيف يغير الذكاء الاصطناعي التوليدي مستقبل التسويق

مقدمة

مر ما يقرب من ثلاثين عامًا منذ دخول أدوات معالجة النصوص وجداول البيانات إلى ساحة الأعمال، مع وعد بإحداث ثورة في الإنتاجية وتقليل عبء العمل. وبينما تغير العالم بسرعة، لم نحصل على وقت فراغ أكبر كما كان متوقعًا، بل أصبحنا ننتج مستندات أطول وعروض تقديمية أكثر تعقيدًا. واليوم، نحن على أعتاب ثورة جديدة في الإنتاجية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي تغير جذريًا الطريقة التي نعمل بها، وخاصة في مجال التسويق.

الذكاء الاصطناعي التوليدي: ثورة الإنتاجية القادمة

مع ظهور أدوات مثل ChatGPT وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يشهد قطاع التسويق تحولاً جوهريًا. في دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية وجامعة هارفارد، أظهرت النتائج أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يعزز الأداء الإبداعي للمسوقين بنسبة تصل إلى 40%. هذه النسبة مرشحة للزيادة مع تطور التكنولوجيا في المستقبل القريب.

بين الوعد والإفراط: مستقبل الإنتاجية في التسويق

هل سيمنح الذكاء الاصطناعي المسوقين يومًا ونصف من وقت الفراغ أسبوعيًا؟ ربما. لكن الأرجح أن يتم استثمار هذا الوقت في إنشاء مزيد من المحتوى وتطوير الأفكار التسويقية. لكن هذه الوفرة من المحتوى ليست بالضرورة إيجابية دائمًا، فقد تؤدي إلى التشابه وزيادة التشويش على المستهلكين.

عندما يُنتج الذكاء الاصطناعي محتوى مستندًا إلى بيانات ومعلومات حالية، فإنه يقلل من التباين، مما يُضعف التميز بين العلامات التجارية. وهنا تأتي مخاطرة حقيقية: أن يصبح كل شيء متشابهًا ويضيع الاختلاف الذي يصنع الفارق.

الحل: تنمية الذكاء الاصطناعي الأيسر وحماية الإبداع البشري

من أجل تجنب هذا التشابه وفقدان الهوية، تحتاج المؤسسات إلى الدخول في مرحلة جديدة من التطوير — وهي تنمية دماغ الذكاء الاصطناعي الأيسر. هذا يعني بناء فرق فنية داخل أقسام التسويق تضم علماء البيانات، ومهندسي البيانات، والمختصين في التحليل التنبؤي لتطوير أدوات ذكية تساعد في اتخاذ قرارات مبنية على البيانات.

أحد الأمثلة الناجحة تأتي من شركة سلع استهلاكية قامت ببناء فريق من أكثر من 30 مختصًا بالتسويق المدفوع بالذكاء الاصطناعي. هذا الفريق طور أدوات لتوقع نتائج الحملات التسويقية وتحليل أداء الإعلانات بشكل دقيق. ونتج عن ذلك إنشاء حلقة تغذية راجعة مكنّت كامل المؤسسة من التعلم والتحسن المستمر.

توسيع نطاق البيانات خارج النظام البيئي الحالي

التدريب الداخلي على البيانات والمؤلفات الخاصة قد يؤدي إلى نتائج محدودة. على سبيل المثال، قد تنجح علامة تجارية مع جيل الألفية، لكن لا تملك أي معلومات عن جيل Z، ما يضعف فرص نجاحها المستقبلية. لذلك، من الضروري التفكير استراتيجيًا في توسيع قاعدة البيانات من خلال شراكات مع كيانات مختلفة خارج النطاق التقليدي.

على سبيل المثال، إذا كانت شركة بناء ترغب في تسويق خدماتها لمعماريين جدد، ولم تمتلك بيانات كافية عنهم، يمكنها التعاون مع شركات تأمين أو بنوك تعمل معهم لاستغلال بيانات ذات صلة من بيئات مختلفة.

حماية العقل الأيمن: الحفاظ على الإبداع والتميّز

رغم أهمية الذكاء الاصطناعي، إلا أن الاعتماد المفرط عليه يؤدي إلى انخفاض بنسبة 40% في مدى تميز الأفكار، حسب الدراسة التي أجرتها BCG وهارفارد. هذا يعني خنق الابتكار، وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا لهوية العلامة التجارية.

الحل هو تحديد ورعاية “الفنانين” و”المبدعين” داخل فرق التسويق — أولئك الذين يختلفون دائمًا ويملكون أفكارًا جديدة. يجب تعليمهم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، لا كبديل، لتحقيق التوازن بين القدرات البشرية والتقنية.

نصيحة لكل مسوق: اختر دماغك

إذا كنت شخصًا مبدعًا، نمّ قدراتك هذه وتعلّم كيف تدمجها بالذكاء الاصطناعي لتُضاعف تأثيرها. وإذا كنت تميل إلى التحليل والبيانات، فادخل عميقًا في عالم الذكاء الاصطناعي التنبؤي واكتسب المهارات التقنية اللازمة. كل مسوق اليوم بحاجة إلى الاهتمام بمجاله التخصصي واختيار طريقه بوعي.

خاتمة

الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يهدد وظائف المسوقين، بل يعيد تشكيلها ويوفر فرصاً غير مسبوقة لتعزيز الإبداع وتحسين الأداء. ومع ذلك، فإن النجاح لا يعتمد فقط على تبني التكنولوجيا، بل على بناء فرق متوازنة تجمع بين المهارات التقنية واللمسة الإنسانية الإبداعية. باختيار الطريق السليم وتنمية القدرات المناسبة، يمكن لكل مسوق أن يصبح رائدًا في هذا العصر الجديد للتسويق الذكي.

https://in.linkedin.com/in/rajat-media

Helping D2C Brands Scale with AI-Powered Marketing & Automation 🚀 | $15M+ in Client Revenue | Meta Ads Expert | D2C Performance Marketing Consultant

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *